الحمد لله الذي رضي لنا الإسلام دينا، ونصب لنا الدلالة
على صحته برهانا مبينا، وأوضح السبيل إلى معرفته واعتقاده حقا يقينا، ووعد
من قام بأحكامه وحفظ حدوده أجرا جسيما، وذخر لمن وافاه به ثوابا جزيلا
وفوزا عظيما، وفرض علينا الانقياد له ولأحكامه، والتمسك بدعائمه وأركانه،
والاعتصام بعراه وأسبابه، فهو دينه الذي ارتضاه لنفسه ولأنبيائه ورسله
وملائكة قدسه، فيه (اهتدى) المهتدون، وإليه دعا الأنبياء والمرسلون أفغير
دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون،
فلا يقبل من أحد دينا سواه من الأولين والآخرين، ومن يبتغ غير الإسلام دينا
فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.
شهد بأنه دينه قبل شهادة
الأنام، وأشاد به ورفع ذكره، وسمى به أهله وما اشتملت عليه الأرحام، فقال
تعالى: شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا
إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام [ص: 218] وجعل أهله هم
الشهداء على الناس يوم يقوم الأشهاد، لما فضلهم به من الإصابة في القول
والعمل والهدى والنية والاعتقاد، إذ كانوا أحق بذلك وأهله في سابق التقدير،
فقال وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج
ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا
عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله
هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير.
وحكم سبحانه بأنه أحسن الأديان،
ولا أحسن من حكمه ولا أصدق منه قيلا فقال تعالي: ومن أحسن دينا ممن أسلم
وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا.
نبذة
تعريفية عن الكتاب :
يعرض لنا ابن القيم رحمه الله في هذا الكتاب بموضوعية وعمق جوانب التحريف
في النصرانية واليهوية داعمًا لكل ما يذهب إليه بنصوص من كتبهم المحرفة،
رادًا على ادعاءاتهم الباطلة بالمنقول والمعقول داحضًا شُبه المشككين في
نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
اسم الكتاب : هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
اسم المؤلف : الإمام إبن القيم ( رحمه الله )
حجم الكتاب : 7.96 ميجا بايت
لتحميل كتاب هداية الحياري للإمام إبن القيم pdf إضغط هنــــــــــــــا
لتحميل أفضل وأسرع برنــامج لفتح ملفــات pdf إضغط هنــــــــــــــا
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
URL | |
HTML | |
BBCode |
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق